السلام عليكم ورحمة الله وبركانه..
أتمنى أن يكون الجميع بخير وعافية ..
×× × ستــــــائر الظــــــلام ×× ×
منذ أن نشأت وأنا مغرم بالوحدة والظلام ,,
عندما أشعر بالحزن والألم ,, أحب أن أكون وحيداً ,, في غرفة تلفها ستائر من ظلام ..
كنت هكذا كل يوم ،، أحب أن أختلى بيني وبين نفسي ,, أطير بعيداً بفكري ..
أحببت الظلام ,, وأحببت الوحده .. ومنحتهما كل مشاعري .. لكنهما خانا وفائي لهما ,,
هكذا عشت حياتي كلها ،، ظلام يتلوه ظلام ,, ووحدة قاتله .. لكنني كنت مستمع بحياتي ..
****
في أحد الأيام ،، وكعادتي كل يوم ،، أنزل من البيت .. أتمشى في الطرقات .. أطير بفكري بعيداً
علني بذلك أستطيع تفريغ طاقتي المكبوتة بداخلي ,, لأحولها لأحلام
لكنني في ذلك اليوم شعرت بشيء غريب ,, أجل .. لقد شعرت بذلك من الوهلة الأولى ..
كانت الطرقات هادئة .. على غير ما عهدتها عليه ,, يلفها ستار من ظلام دامس ..
لم أكن أستطع أن أرى طريقي .. أفدم قدمي بكل رفق وهدوء .. وعزيمة على المضي الى نهاية الدرب ..
مع كل أفكاري .. استيقظت على ضوء شديد ,, لم استطع أن أفتح عيناي لشدته ..
لم أكن أعلم بما يدور حولي .. لكنني شعرت بشيء يلف حول يداي .. بعد أن وضع غطاء على
عيناي .
كنت أفكر طوال الطريق بما يحدث معي .. ولماذا أنا هنا ,, لم أرتكب جرماً ما .. لم يحدث معي كل
ذلك .
شعرت بالسيارة وقد توقفت بعد ان هدأت سرعتها .. وشعرت بداخلي أنني في مكان بعيد عن
ضواحي المدينة ..
فقد كان هناك ثمة هدوء غير اعتيادي يملأ المكان ,, وشعرت بالأيدي تمتد الي .. أمسكت بي
لتأخذني الى مكان أجهله ..
وفجأه القيت بكل قوة الى الأرض ,, فشعرت بألم شديد في كل أنحاء جسمي ..
شعرت بخطواتِ أحدهم تقترب مني .. ثم انتزع الغطاء عن عيناي بكل قوة .. وقال لي بصوت شديد ..
" اما ان تعترف بجرمك أو تبقى هنا ما تبقى من عمرك " ..
عجبت لكلامه أشد العجب .. زقلت له " أنا لم أفعل شيئاُ .. ولا أدرى لم أنا هنا " ..
لكنه ضربني بقدمه بكل قوة .. فشعرت بألمٍ شديد . ثم غبت عن الوعي ..
استيقظت بعد فترة ,, لأجد نفسي بين أربع جدران .. تلفها ستائر من ظلام دامس ,, وحيداً كما كنت
دائماً .
عادت الي خيالاتي ,, أجل كما كنت دائماً .. هكذا في وحدتي أطير بخيالي بعيداً الى عالم آخر..
لكنني اليوم طرت الى مكان جديد على غير عادتي .. الى ما مضى من حياتي .. فتنزل الدموع من
عيناي ,, أشعر بما فيها من حرارة .
أتذكرطفولتي وشبابي ,, واتذكر والاي وأخوتي ,, شارعي المعهود الذي بليت قدماي على رصيفه ..
فأنظر الى نفسي لأجدها بين ظلام ,, هكذا كانت ولا تزال ,, عشقته لكنه خان عشقها ..
ظللت على تلك الحال من الأسى والحرمان .. والحزن الذي يقطع أوصالي .. الى أن شاء الله أن يفك من أسري .
حيث قبضت روحي معلنة بداية عهد جديد .. مع مكان آخر يلفه الظلام .. المكان الذي كنت أنتظره منذ
سنين .. انه القبر .
انتهت قصتي القصيرة جداً ..
أتمنى أن تنال اعجابكم .
وأن أرى تشجيعاتكم ,, وآرائكم .
دمتم بخير من الله ورحمة